في القرقيعان يسير الأطفال في شكل مجموعات مرددين أهازيجهم.
في القرقيعان يسير الأطفال في شكل مجموعات مرددين أهازيجهم.
-A +A
محمد الشهراني (الدمام) mffaa@
مرت ليلة (الجمعة) من رمضان لهذا العام التي صادفت الـ 15 من الشهر الفضيل، ولأول مرة منذ سنوات دون أن يطرق أطفال المنطقة الشرقية أبواب جيرانهم، وهم يرددون البيت الشهير:

قرقع قرقع قرقيعان يا أم «اقصير» ورمضان


تمت عليكم «خمسطعش» يوم عطونا الله يعطيكم

وتٌعد مناسبة «القرقيعان» إحدى أبرز العادات الرمضانية في المنطقة الشرقية والخليج، إذ يقدم بها الأهالي الحلوى والمكسرات للأطفال الذين يجوبون الشوارع، مرتدين الأزياء الشعبية، وحاملين أكياساً قماشية، للاحتفال بمرور النصف الأول من الشهر المبارك، لكن ليلة الخامس عشر من رمضان هذا العام اختلفت تماماً عن الأعوام الماضية، فالهدوء والسكينة تعم المدن والمحافظات في المنطقة الشرقية، والتحذيرات تتوالى بعدم خروج الصغار من منازلهم قبل الكبار، بسبب انتشار فايروس «كورونا».

وأكد فاضل الرويشد لـ«عكاظ» بأن الـ«قرقيعان» هي من العادات الرمضانية القديمة لدى أهالي المنطقة الشرقية خصوصاً الأطفال، واختفت لفترة من الزمن ثم عادت في السنوات الأخيرة بشكل كبير ومختلف، ففي السابق كانت مجرد خروج أطفال من منازلهم ليلة الخامس عشر من الشهر المبارك والذهاب لجيرانهم وطرق أبوابهم وهم يرددون بعض الأناشيد لكي يحصلوا على الحلوى، لكن في السنوات الأخيرة بدأ الوضع يختلف كلياً فالاستعداد لـ«القرقيعان» يبدأ من قبل شهر رمضان أو مع بدايته من تصميم للملابس وخياطتها إلى شراء الحلوى بكميات كبيرة وكذلك شراء «شنط» صغيرة للأطفال مصنوعة من «سعف» النخيل، وأضاف الرويشد بأنه بعد تناول الإفطار في ليلة الخامس عشر من رمضان يبدأ الأطفال بالتجمع والسير في شكل مجموعات يرددون أهازيج «القرقيعان» ويطرقون أبواب البيوت لأخذ نصيبهم من الحلوى وبعض النقود أحياناً التي لا تتجاوز العشرة ريالات، وأوضح الرويشد بأن رمضان هذا العام لم يغيّب «القرقيعان» لوحدها ولكن غابت عادات وتقاليد رمضانية كثيرة بسبب جائحة «كورونا».

بدوره ذكر حسن الوسمي بأن كلمة «قرقيعان» مشتقة من قرع الأبواب أو الطرق عليها في ليلة الخامس عشر من شهر رمضان، إذ يجوب الأطفال الشوارع مبتهجين بهذه المناسبة الرمضانية السعيدة فيقرعون الأبواب وهم في أجمل حلة ولباس حاملين على صدورهم أكياساً قماشية مخاطة، يضعون فيها الحلوى والمكسرات التي تُهدى إليهم من الجيران، وأضاف الوسمي أن الأهالي هم من يصنعون الفرحة في قلوب الأطفال، وذلك بمشاركة أطفالهم للاحتفال بهذه المناسبة منذ وقت مبكر، كونهم يقومون بشراء مستلزمات ليلة «القرقيعان» مع الأطفال أنفسهم، وهي هدايا بسيطة وغير مكلفة عبارة عن مكسرات وحلوى تغلف في البيوت بطريقة خاصة كي يسهل على الأطفال حملها على صدورهم، كذلك شراء ملابس تراثية تناسب الاحتفالية أو تفصيل ملابس خصيصاً لهذا الغرض، وأشار الوسمي إلى أنه على الرغم من بساطة الحدث إلا أن سعادة الأطفال وهم عائدون إلى بيوت أهاليهم لا تقارن، ولكن هذه الأيام ومع التباعد الاجتماعي والاشتراطات الاحترازية من فايروس كورونا فالسعادة الحقيقة هي المحافظة على صحة الجميع حتى يزيل الله هذه الغمة.